الفرق بين الغيبه والنمييمه

الغيبة والمنميمة والفرق بينهما

تعريف الغيبة:

قال الغزالي (حد الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه))وقال النووي في كتابه الأذكار تبعا للغزالي (( الغيبة ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص ,أو دينه, أو دنياه, أو زوجه, أو خادمه,أوثوبه, أو حركته, أوطلاقه, أوعبوسه, أو غير ذلك مما يتعلق به , سواء ذكرته باللفظ أو بالأشارة والرمز )

والغيبة لا تختص بالسان فحيث ما أفهمت الغير ما يكرهه المغتاب ولو بالتعريض أو الفعل أو الاشارة أو الغمز أو اللمز أو الكتابة وكذا سائر مايتوصل به الي المقصود كأن يمشي مشيه فهو غيبة بل هو أعظم من الغيبة لأنه أعظم وأبلغ في التصوير والتفهيم .



تعريف النميمة:

النميمة: وهي نقل كلام الناس بعضهم الي بعض علي جهة الأفساد بينهم .



الفرق بين الغيبة والنميمة:

النميمة هي نقل حال شخص لغيره علي جهة الافساد بغير رضاه سواء كان بعلمه أم بغير علمه.

والغيبة ذكره في غيبته بما لا يرضيه فامتازت النميمة بقصد الافساد ولا يشترط في الغيبة ذلك وامتازت الغيبة بكونها في عيبة المقول فيه و اشتركا في ما عدا ذللك .ومن العلماء من يشترط أن يكون المقول فيه غائبا والله أعلم .

حكم الغيبة:

لا شك أن الغيبة محرمة باجماع المسلمين

الترهيب من الوقوع في الغيبه:



قال تعالي_لا يحب الله الجهر من السوء الا من ظلم وكان الله سميعا عليما ) وقال تعالي يا أيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم) وقال تعالي: (مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) وقال تعالي: ( ويل لكل همزة لمزة)

عن أنس ابن مالك قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ) لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس ,يخمشون وجوههم, وصدورهم, فقلت:من هؤلاء يا جبريل ؟قال:هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم) وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يخونه , ولا يكذبه, ولا يخذله , كل المسلم علي المسلم حرام : عرضه وماله ودمه التقوي ها هنا , بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم )

ولا شك أن غيبه المسلم الميت أفحش من غيبتة الحي وأشد لأن عفو الحي واستحلاله ممكن بخلاف الميت وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (اذا مات صاحبكم فدعوه ولا تقعوا فيه) وقال رسول الله (ص)من أكل برجل مسلم أكلة فان الله يطعمه مثلها من جهنم ,ومن كسي ثوبا برجل مسلم فان الله يكسوه مثلهمن جهنم,ومن قام برجل

مقام سمعه ورياء ,فان اللهيقوم به مقام سمعه ورياء يوم القيامة )



ما ينبغي لمن سمع غيبة أخية المسلم :



ينبغي لمن سمع غيبة مسلم أن يردها ويزجر قائلها فان لم ينزجر بالكلام زجره بيده فان لم يستطع باليد ولا بالسان فارق ذلك المجلس



عن أبي الدرداء (رضي الله عنه )عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال (( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة))

عن أسماء بنت يزيد عن النبي (صلي) قال: (من ذب عن لحم أخيه بالغيبة كان حقا علي الله أن يعتقه من النار ))



الأسباب الباعثة علي الغيبة :



1 –هو محاولة الانتصار للنفس والسعي في أن يشفي المغتاب الغيظ الذي في صدره ممن يغتابه أوينقل عنه

النميمة.

2- الحقد علي اللآخرين و البغض لهم فيذكر مساوئ من يبغضة .

3- ارادة رفعة النفس وخفض غيره كأن يقول فلان جاهل.

4 -موافقة الجلساء والأصحاب والأصدقاء ومجاملتهم فيما هم عليه من الباطل ,لكي يكسب رضاهم حتي لو كان ذلك بغضب الله .

5- اظهار التعجب من أصحاب المعاصي.

6-السخرية والأستهزاء بالآخرين والأحتقار لهم .

7-الظهور بمظهر الغضب لله علي من يرتكب المنكر فيظهر غضبه ويذكر اسمه مثل فلان لا يستحي م الله يفعل كذاويقع في عرضه بالغيبة.

8-الحسد فيحسد المغتاب من يثني عليه الناس ويحبونه فيحاول المغتاب الحسود أن يزيل هذه النعمة بغيبته والوقوع في عرضه.

9-أظهار الرحمة والتصنع بمواساة الآخرين .

10-التصنع واللعب والهزل والضحك فيجلس المغتاب خبيث النفس فيذكر عيوب غيره مما يضحك به الناس فيضحك الناس فعند ذللك يرتلح ويزيد في الكذب والغيبة علي سبيل الهزل والنكت والاعجاب بالنفس وهذا ينطبق عليه قول رسول الله(صلي) الذي قال فيه (ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ,ويل له ويل له)

11-هو ان ينسب اليه فعلا قبيحا محاولا أن يتبرأ منه فيقول فلان الذي فعله .

12- الشعور بأن غيره يريد الشهادة عليه أو تنقيصه عند صديق من الأصدقاء فيسبقه الي هذا الصديق ويغتابه .



علاج الغيبة

:

1- هو أن يعلم الانسان أنه اذا وقع في الغيبه فهو متعرض لسخط الله ومقته كقوله عليه السلام (ان أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان مايظن أن تبلغ بها رضوانه الي يوم القيامة , ان أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله مايظن أن تبلغ ماباغت فيكتب الله عليه بها سخطه الي يوم الفيامه يلقاه ).

ويعلم أن حسناته يؤخذ منها يوم القيامة لمن اغتابه بدلا عما استباح من عرضه فان لم تكن له حسنات نقل اليه من سيئات خصمه فربما ترجح كفه سيئاته فيدخل النار وقد يحصل ذللك للانسان باذهاب حسنه واحدة أو بوضع سيئة واجدة من سيئات خصمه.



2- عليه أن ينظر في السبب الباعث علي الغيبة فان علاج العلة انما يتم بقطع السبب

_-فان كان السبب الغيبة الغضب فعلي أن يخشي غضب الله.

_-واذا كان السبب الغيبة موافقة الآخرين وطلب رضاهم فعليك أن تعلم أن الله يغضب عليك اذا طلبت سخته برضا المخلوقين.

_واذا كان السبب الغيبة هو تنزيه النفس ونسبه الخيانه الي غيرك فاعلم أن التعرض لمقت الله أشد من التعرض لمقت الخلق .

_واذا كان السبب الغيبة هوالرغبة في أن تزكي نفسك بزيادة الفضل وذلك بقدح غيرك فاعلم أنك بما ذكرته أبطلت فضللك عند الله.

_واذا كان الباعث علي الغيبة الحسد فأنت قد جمعت بين العذابين لأنك حسدته فكنت معذبا بالحسد في الدنيا بما تجده من هم وغم وضيق الصدر بالأضافة الي عذاب يوم القيامة فالحاسد قدجمع خسران الدنيا والآخرة فهو صديق للمحسود عدو لنفسه لأنه يضيف حسناته الي حسنات المحسود ويتحمل من سيئاته ان لم يكن للحاسد حسنات.

_اذا كان الباعث علي الغيبة هو الاستهزاء والسخرية فينبغي للحاسد أن يعلم أنه متي استهزاء بغيره فان ذلك يكون مخزيا لنفسه عند الله.

_واذا كان يقصد بالغيبة الرحمة فهذا المقصد فاسد لأنه أراد الرحمه فوقع في الغيبة.

_ اذا كان السبب الباعث علي الغيبة هو التعجب والضحك فينبغي علي المغتاب أن يتعجب من نفسه كيف أهلك نفسه بنفسه وكيف نقص دينه بكمال دين غيره ويجب ان يخشي المغتاب من العقوبه في الدنيا قبل الآخرة بأن يهتك الله ستره ويفضحه في الدنيا قبل اللآخرة.

فان من صان لسانه عن النطق الا بالخير أوالذكر فبذلك يفوز بخيري الدنيا والآخرة.



طريق التوبة من الغيبة :

طريق التوبه من الغيبة هو أن يطلب العفو ممن اغتابه فان كان هذا يسبب ‘ الشحناء أو يسبب منكرا أخر فانه عليه أ، يذهب الي الذي اغتاب امامه ويذكره بخير في هذا المجلس .

ما يباح من الغيبة :

قال المام النووي (رحمه الله تعالي ):تباح الغيبة لغرض شرعي :

1- التظلم : فيجوز للمظلوم أن يتظلم الي السلطان أو القاضي.

2- الاستعانة علي تغيير المنكر ور المعاصي الي الصواب فيقال لمن يرجي قدرته فلان يعمل كذا فازجره عنه.

3- الاستفتاء بأن يقول للمفتي :ظلمني فلان أو أبي أ, أخي وما طريقي في الخلاص من؟ ودفع ظلم عني؟

4-تحذير المسلمين من الشر وذلك من وجوه منها:

أ-جرح الجروحين من الرواة والشهود والمنصفين وذلك جائز شرعا بل واجب صونا للشريعة .

ب-ومنها الأخبار بعيب عند المشاورة .

ج- ومنها اذا رايت من يشتري شيئا معيبا فوجب عليك أن تذكر لمشتري بقصد النصيحهة لا بقصد الأيذاء.

د- ومنها اذا رايت متفقها يتردد الي فاسق ياخذ من علم فعليك النصيحه.

ه-ومنها اذا كان من له الولاي ليس لأهل لها فيذكر ذلك لمن له الولاية عليه ليرده.

5- أن يكون مجاهر بفسقه أو بدعته.فيجوز ذكره بما يجاهر به ولا يجوز بغيره الا بسبب آخر.

6-التعريف اذا كان يذكر بلقب كالا عمش أو الأعرج علي سبيل التعريف لا التنقيص.



النميمة:‘

تعريفها:وهي نقل كلام الناس بعضهم الي بعض علي جهة الافساد بينهم.

حكم النميمة:

النمييمة محرمة باجماع المسلمين.

الترهيب من الوقوع في النميمة:

قال تعالي (هماز مشاء بنميم .مناع للخير معتد أثيم)

قال تعالي ويت لكل همزة لمزة)

وقال رسول الله( لا يدخل الجنة نمام)

وعن ابن عباس قال خرج النبي (صلي)من حيطان المدينة فسمع صوت انسانين يعذبان في قبرهما فقال (يعذبان وما يعذبان في كبيرة ,وانه لكبير :كان أحدهما لا يستتر من بول , وكان الآخر يمشي بالنميمة,ثم دعا بجريدة فكسرها بكسرتين أواثنتين فجعل كسرة في قبر هذا وكسرة في قبرهذا فقال :لعله بخفف عنهما ما لم ييبسا)

ماينبغي لمن حملت اليه النميمة :

1- أنلا يصدق لأن النمام فاسق.

2- أن يبغضه في الله تعالي.

3- أن لا يظن بأخيه الغائب السوء.

4- أن لا يحمل ما حكي له علي التجسس والبحث عن ذلك.

5- أن ينهاه عن ذلك وينصحة ويقبح له فعله.

6- أ، لا يرضي لنفسه مانهي عنه فلا يحكي نميمته عنه فيصير نمام مثله ويكون يأتي.
ما نهي عنه.



هذا منقول من كتاب آفات اللسان:

تاليف سعيد علي بن وهف القحطاني

فلا تجعلها تقف عندك لتحذير جميع المسلمين من الوقوع في الغيبة والنميمة انقلها ولك الاجر والثواب ان شاء الله.





سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم