حزمة من المواضيع التي تخصنا جميعا نقرأ تفسيرات شرعية عنها في الأسطر التالية من خلال إجابات فضيلة الدكتور كايد مغامس على أسئلتكم، حيث نعرف حكم الاختلاط بين الجنسين، وزواج الأقارب، وصل
وات النوافل والسنة، وعن الزكاة، إضافة إلى معرفة حقائق علمية ودينية حول ما يثار بأن أمنا حوّاء كانت وراء خروج سيدنا آدم من الجنة، وتنير دربنا المعلوماتي بهذا الشأن.
اللقاء بين الجنسين ليس حراما
ما حكم الاختلاط بين الجنسين وهل يوجد اختلاط حلال؟
إحدى خصائص الإسلام أنه دين التوسط والاعتدال دون إفراط أو تفريط، وللأسف انقسم الناس في موضوع الاختلاط قسمين، منهم من منعه وتشدد فيه بحكم موروثاته البيئية والاجتماعية والعائلية وألصق هذا الرأي بالإسلام بناء على فهمه السقيم له وهو منه بريء، أما الآخرون وهم من فتح الباب على مصراعيه للاختلاط دون قيد أو شرط متشبهين بالتقاليد الغربية بفسادها وانحرافها وبعدها عن القيم النبيلة وهم المقلدون العميان أو المتعامون عن الحق يريدون المرأة سلعة رخيصة للإعلانات.
والناظر في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام يرى النساء تشهد الصلوات ولم يكن بينهن وبين الرجال حاجزا أو غيره وكان الرسول يأمرهن بالخروج لصلاة العيد وسماع خطبتها حتى لو كن حائضات، وكان النساء يحضرن دروس العلم، ويشاركن في الحرب سواء بالإسعاف أو القتال الفعلي بل وأعطاهن الرسول عليه السلام من الغنيمة، وكلف الله كل من الجنسين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون تفريق بينهما فقال (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) بل إن عمر بن الخطاب عيّن امرأة في منصب حكومي على السوق للمراقبة والنصيحة والمحاسبة.
مما سبق نستخلص ما يلي: أن اللقاء بين الجنسين ليس حراما بل هو جائز أو مطلوب إذا كان الهدف التشارك السامي للحياة التي تحتاج لكل الخبرات، ونتأكد من عدم وجود هذا الحاجز الحديدي بين المرأة والرجل الذي وضعه البعض، ولا يعني ذلك أن تتلاشى الحدود والآداب بينهما وعليه أبين بعض الضوابط التي تحكم الاختلاط وهي:
1 ـ الالتزام بغض البصر من الطرفين، فلا ينظر للعورة ولا بشهوة ولا يطيل النظر في غير حاجة،
2 ـ اللباس الشرعي المحتشم من قبل المرأة. 3 ـ إلتزام المرأة بالآداب في المشي والحركة والكلام.
4 ـ تجنب المغريات و
من الزينة والروائح التي تكون للبيت فقط . 5 ـ عدم االخلوة بين الطرفين في مكان معزول.
6 ـ الاقتصار في اللقاء إلى ما تدعو له الحاجة دون المبالغة حرصاً على سمعة المرأة من قيل وقال.
الإعراض عن السنن فيه سوء أدب مع الرسول
هل يجوز أن أصلي فقط الفرائض ولا أصلي السنن؟
لا نقاش في أن الصلوات الخمس مفروضة على كل مسلم ومن أدائها كاملة تامة بخشوعها وآدابها كلها فلا إثم عليه في ترك السنن، لكن من يضمن أن لا يسرح ذهنه في الصلاة وينشغل عن الخشوع بحركاته الكثيرة أو لا يخطئ بأركان الصلاة ولا يعطيها حقها من الطمأنينة، لذلك كانت السنن المؤكدة التي كان الرسول عليه السلام يواظب عليها ويأمر بالمسلمين بذلك أيضاً لما لها من أجر عظيم وفضل كبير منه: أنها تزيد رصيد المسلم من الحسنات وعلو الدرجات، وهي تعويض لما يحصل من نقص أوخلل في الصلاة المفروضة، ومن ثم فإن الإعراض عن السنن فيه سوء أدب مع الرسول عليه الصلاة والسلام وعدم حب له وقال الله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
حواء لم تخرج آدم من الجنة
هل صحيح أن أمنا حواء هي السبب في إخراجنا من الجنة؟
هذا كلام غير صحيح ولا قيمة له في الإسلام بل هو مستورد من أديان أخرى، أما الإسلام فهو منه بريء والدليل على ذلك هو نصوص القرآن الكريم الصريحة وهي قوله تعالى: (ولا تقربا هذه الشجرة) فكان الأمر الإلهي موجه للطرفين معاً وليس لأحدهما، وقوله تعالى: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه) إذن الشيطان اغرى الإثنين معاً، وقوله تعالى: (فوسوس لهما الشيطان) أي معاً.
أما هذه الأفكار التي لوثت قيمة المرأة فلا أصل لها من الصحة بل هي من الافتراء الظالم للمرأة لتنشأ بها المعارك بين المرأة والرجل ونقع في جدل طويل من الإثبات والنفي لحقوق كل من الطرفين مما يضيع الوقت ويدعونا للانشغال عن عظائم الأمور التي تحيط بمجتمعنا وأمتنا وأولادنا.