تعودين من العمل، الكل في انتظارك، الأبناء ووالدهم، لأنّ واجباتك هي أيضاً في انتظارك ..فتحقيق التوازن بين البيت والعمل مطلوب من المرأة العاملة ولا مساومة عليه لأن ذلك هو الفيصل في تمي
يز المرأة العاملة الناجحة عن غيرها، كيف توازنين بين مهامك كأم وكموظفة ناجحة نقرأ معا تقرير عطاف الروضان.
في كل الأحوال يتّفق الخبراء على أن التوازن بين الأسرة والعمل أصبح اليوم أمراً أسهل من ذي قبل إلى حد ما، الأمر الذي جعل كثير من النساء اليوم لهن الخيار، وأصبحن يشعرن بالارتياح إزاء ما يتخذنه من قرارات، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أزلية ألا وهي أن مشكلات المرأة العاملة، بين البيت والعمل، تكاد تكون بلا حصر.
ولأن الهدف الأكثر إلحاحاً لكل النساء العاملات هو أن تكون ناجحة أولاً كامرأة عاملة مهما كبرت المهام التي تتولينها، وثانياً وهو الأهم كأم ناجحة نحافظ على تماسك أسرتها وسعادة أبناءها. لأن ذلك سيمنحك قوة وصلابة في مواجهة الضغوط، وعبور الأزمات بثقة ومهارة.
الطريق الصحيح لتحقيق اهدافك
وهناك قاعدة عامة تضعك على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف وهي: معرفة طرق وأساليب التغلّب على الصعاب عبر برمجة مسبقة كالتالي:
• حددي أهدافك ثمّ قومي بتجزئة الهدف إلى أهداف صغيرة لاستكمال العمل المحدد وتحقيقه بسهولة.
• حددي الشيء الذي تودين إنجازه يومياً.
• لا تؤجلي، واحذري المماطلة.
• اعرفي كيف تتجاوزين العقبات التي تعترضك ولا تستسلمي .
ولأن هدفك بالنجاح ليس في العمل وإنما بشكل أساسي كأم، فعليك:
• امتصاص الغضب قبل أن تدمر علاقتك مع أبناءك.
• الإنصات إلى ابنك ولا تقللي من شأنه أو تحتقري مشاعره.
• أبداء اهتماماً به وخاصة عندما يكون مراهقاً ليشعر بالأمان معك.
• تفهم موقفه أو وجهة نظره الخاصة في القضايا ومعرفة طريقة تفكيره أثناء المشكلة أو بعدها وقبلها.
فالأبحاث تؤكد:
• أن أبناء الأم العاملة التي تستطيع تحقيق التوازن في حياتها يكونو في حالة أفضل من أطفال الأم المتفرغة، بسبب أن حياة الأم المتفرغة تنحسر داخل دور واحد هو الأسرة والبيت وتبالغ في التركيز معهم أحيانا, فتنعزل عن العالم الذي تعيش فيه وتتأثر حالتها النفسية كلما كبر الأبناء وقل الاعتماد عليها وتحول اهتمامها إلي مراقبة زوجها وأبنائها ب
شكل مبالغ فيه وينعكس ذلك سلبيا علي علاقتها بأفراد أسرتها.
• أن المرأة العاملة المتوازنة تقدم لأبنائها مثالا طيبا علي كيفية تحقيق التوازن بين الأنشطة المختلفة في حياتها، لأنها تكون غالباً أكثر استقراراً ونشاطاً من المرأة المتفرغة غير المتوازنة حيث تكون لديها فرصة تحقيق الذات من خلال النجاح في العمل والإحساس بالأمان والاستقرار المادي والتنوع في أنشطتها.
ولا شك أن التوازن في الحياة هو ما يؤدي إلى تحقيق هدفك كامرأة عاملة وأم ناجحة، وهناك آليات لتحقيق التوازن المطلوب في حياتك:
• ترتيب الأولويات: لا يمكن تحقيق كل شئ في آن واحد فيحب أن ترتبي الأطفال والعمل والبيت والنشاطات الأخرى بحيث لا يأخذ أي شيء حق آخر.
• التنوع في الأنشطة: يساعد علي كسر الروتين اليومي وتقليل شعورك بالإجهاد والتعب الناتج عن الملل.
• التفكير الايجابي دائماً : تستطيعين إقناع نفسك بأنك بالنواحي الإيجابية، وأن أي إخفاق أو سلبيات في العمل أو البيت هي مدخل للتحسن الدائم وليس وسيلة للإحباط فالتفكير الايجابي يمنحك التفاؤل الدائم وتقبل الأشياء، وبالتالي تكوني شخصية ايجابية لأفراد أسرتك والمحيطين بك.
• الواقعية في تحليل نقاط القوة والضعف: لأن ذلك يساعدك علي تحسين أمور كثيرة في حياتك وعملك .
• الاهتمام بالمضمون وليس الكم : فالمهم هو كيفية الاستفادة من أي وقت تملكيه بالشكل الأمثل، حتى يكون انشغالك بوظيفتك إضافة نوعية على حياتك وحياة أبناءك بتوازنك واستغلالك الأوقات القصيرة التي تقضيها مع أسرتك وأبنائك أفضل استغلال فتكون فعالة ومنتجة.
• ممارسة الرياضة: فالرياضة مهمة جدا للمرأة لتأثيرها الرائع علي حالتها المزاجية وحيويتها ونشاطها مما يساعد على تحسين معنوياتها وتنعكس إيجابياً علي أفراد الأسرة.
• الاهتمام بالنظام الغذائي وتعزيز التوعية الصحية في كل المراحل العمرية، فالمرأة لها احتياجات خاصة وتتعرض لظروف صحية كثيرة مثل هشاشة العظام والقلق و الاكتئاب، وغيرها من المشاكل التي تعانيها النساء