السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إنها واحدة من القواعد الذهبية في عالم الموضة والأناقة، وهي أن الخطوط الأفقية أو العرضية تضيف إلى وزنك بعض الكيلوجرامات، بينما الخطوط العمودية تضفي عليك النحافة والطول. لكن دراسة نشرت مؤخرا فندت هذه النظرية وأكدت أن العكس صحيح، أي أن الخطوط الأفقية يمكن أن تمنح المرأة رشاقة أكبر.
بيتر تومسون، الذي أجرى الدراسة في جامعة يورك البريطانية، أعرب عن استغرابه كيف انخدع عالم الموضة بهذه النظرية طوال هذا القرن، لأن العلماء، حسب رأيه، كانوا يعرفون الخصائص غير المفضلة للخطوط العمودية منذ نحو 150 عاما.
وفي دراسة شملت أكثر من 200 زوج من صور لسيدات في مجموعة من الملابس المخططة بأشكال مختلفة، طلب هو وزملاؤه في جامعة يورك من متطوعين، أن يقرروا من تبدو أكثر نحافة. وكانت الخطوط الأفقية هي التي جعلت من ترتديها أكثر نحافة بنسبة بلغت 6 في المائة، وهي ما وصفها بالنسبة الكبيرة.
وأشار الدكتور تومسون في دراسته أيضا إلى جهود هيرمان ون هيلمولز، عالم وظائف الأعضاء الذي أنشأ مربعات الخداع البصري في الستينات من القرن التاسع عشر. وتتكون هذه المربعات من مجموعتين من الخطوط المتوازية، الأولى عمودية والثانية أفقية، تتداخل كلتاهما في مربع واحد.
جميع المربعات داخل هذا المربع ذات حجم واحد تماما، ولكن تبدو الخطوط العمودية وكأنها تغطي مساحات أكبر.
طبق هيلمولز اكتشافه على الموضة النسائية في كتابه «كتاب البصريات الفسيولوجية»، الذي نشر عام 1867، حيث أشار إلى أن «ارتداء فستان بخطوط متداخلة يجعلهن يبدون أطول».
ضاعت حكمة هيلمولز في القرن العشرين، كما أوضح الدكتور تومسون، عندما انتشرت فكرة أن صاحبات الجسم الممتلئ يمكن أن تستفدن من الخطوط العمودية.
وقال الدكتور أمام الجمعية البريطانية للتقدم العلمي في ليفربول: «ليس لدي أي فكرة حول كيفية اعتقادنا بأن الخطوط العمودية تضفي مظهرا نحيفا على من ترتديها».
وانطلق تومسون في اعتقاده هذا من أساس أن جسم المرأة بطبيعته به منحنيات، وخطوط مستقيمة.
فإذا وضعت خطا عموديا على جزء بارز من الجسم، سينحرف الخط المستقيم بسبب شكل الجسم تحته، مما يسهم فقط في التأكيد على الأجزاء البارزة، ويشير بالتالي إلى مظهر غير مرتب.
والعكس تماما بالنسبة إلى الخطوط العرضية، التي تموه على هذه العيوب وتخفيها. ويفسر عودة هذه الموضة في السنوات الأخيرة إلى بداية إعادة الاعتبار لهذه الأشكال.
لكن بلغة الموضة، فإن التفسير الوجيه لهذه العودة هو أن التصميمات نفسها أصبحت أكثر انسيابية ورحمة بالجسم. فهي لا تعانقه بشكل يبرز كل تضاريسه وعيوبه، بالنسبة إلى المرأة العادية، مما جعل الفساتين المخططة بالعرض أكثر أناقة، وتضفي الرشاقة في الوقت ذاته.
بعبارة أخرى، فهي تختلف عن فساتين الليكرا الضيقة جدا كما ظهرت في الثمانينات على يد كل من عز الدين علايا والراحل جياني فرساتشي، أو في الستينات على يد ماري كوانت، التي كانت تفضل بدورها الخطوط العمودية.
والفساتين التي رأيناها في السنوات الأخيرة تركز على منح المرأة الرشاقة سواء كانت عرضية أو عمودية، خصوصا وأنها مريحة وسخية.
لكن على العموم يفضل أن تتجنب المرأة الممتلئة أي نوع من الخطوط الواضحة، سواء كانت مقلمة أو على شكل مربعات أو نقوشات هندسية، لأن الألوان «السادة» أو الأحادية تناسبها أكثر.
وهذا ما أكده الدكتور تومسون، وأضاف عليه أن المفهوم الشائع بأن اللون الأسود يضفي على لابسه مظهرا نحيفا صحيح، مفسرا ذلك بقوله: «إن ارتداء اللون الأسود أمر جيد لمن يريدون الإيحاء بالنحافة والرشاقة؛ لقد نظرنا إلى دائرة سوداء على خلفية بيضاء، ودائرة بيضاء على خلفية سوداء بدت الدائرة السوداء أصغر من البيضاء».
قد تكون اكتشافات الدكتور تومسون مذهلة من الناحية العلمية، ولكن من غير المحتمل أن تهز هذه الاكتشافات أسس عالم الموضة، لأن الفكرة مترسخة في أذهان صناع الموضة والمرأة على حد سواء، والمهم حاليا ليس الخطوط أو النقوشات، بل التصميم نفسه الذي يستعرض من خلاله كل مصمم حبه للمرأة، وتخصصه في خدمة أناقتها ورشاقتها.
تجدر الإشارة إلى الدكتور تومسون مهتم أيضا بالخداع البصري الناشئ عن ورق الحائط ذي الأشكال والأعمدة الإغريقية البارزة في الديكور الداخلي.